كبار السن

إن حسن العناية وجميل الرعاية للمسنين والمتقاعدين وأصحاب الهمم عمل نبيل، وخلق أصيل، فالماضي الذي نعتز به، والحاضر الذي ننعم به هم من صناعه ورواده، فعلينا أن نحسن إليهم كما أحسنوا إلينا و(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) فقد قضوا حياتهم في رحلة كفاح وعمل لكي ينعم الأبناء بالراحة والخير، فحقهم علينا عظيم، أوصى به القرآن الكريم، ونبه عليه خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم.

ولقد أولت دار الفتوى هذا الأمر اهتمامًا عظيمًا فخصصت لهم أماكن في جميع مراكزها ومساجدها ليمضوا فيها أوقاتهم بالنافع المفيد وليجتمعوا مع أقرانهم وأفرزت لهم أناسًا للقيام بخدمتهم وزيارتهم وتلبية حاجاتهم والقيام على راحتهم، ومتابعة صحتهم ومساعدتهم في ما يحتاجونه في أمورهم المعيشية والاجتماعية وغيرها وعملت لهم برامج مميزة وأشركتهم بنشاطاتها ولم تغفل توجيههم وتدريسهم ما يحتاجونه من أمور دينهم ودنياهم، فما أجمل أن نجلس إلى المسن وذي الحاجة ونسأله عن حاله وذكرياته، ونستفيد من خبراته، ونصغي إلى كلماته، ونرفع معنوياته بحسن الاستقبال، وحفاوة اللقاء، وإظهار البشر بقدومه، ونملأ فراغه بما ينفعه في دنياه وآخرته، ونعلم الصغار آداب التعامل مع المسنين والكبار.

وقد جعل الله الإنسان يمر بمراحل مختلفة من الضعف والقوة، حيث يولد ضعيفًا، ثم يصير شابًا فتيًّا، ثم رجلًا قويًّا، ثم يعود إلى الضعف بتقدم عمره، وكبر سنه، ووهن بدنه، قال تعالى: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير}.

وقد أمرنا ديننا أن نعامل المسنين بالتوقير والرحمة لكبر سنهم، وهذا من إجلال الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة».

ومن التوقير لكبير السن أن يبادره بالسلام من هو أصغر منه سنًّا، قال النبي صلى الله عليه وسلم :«يسلم الصغير على الكبير». ويحسن استقباله إذا حضر، ويصدره في المجلس إذا دخل، وينصت إلى حديثه إذا تكلم.

ومن المراعاة لكبير السن وذي الحاجة التخفيف عنه في الصلاة إذا صلى مأموما، قال صلى الله عليه وسلم :«إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير».

وعلى هذا المنهج القويم سار علماء المسلمين قديمَا وحديثَا في توقير المسنين واحترامهم؛ فلا نجد كتابًا في الحديث أو الوعظ إلا وفيه باب أو أكثر عن توقير الكبير، ووضعوا مبادئ للتعامل مع كبار السن والمشي معهم، ولا تزال هذه الآداب والعادات والتقاليد الأصيلة تُتوارث جيلًا بعد جيل، وبهذا نقضي شيئًا من حق كبار السن، وتتواصل الأجيال، وتنتقل الخبرات من الأجداد إلى الآباء والأحفاد، ويتلاحم جميع أفراد المجتمع.

البيئة والصحة

تهتم دار الفتوى بوضع سياسة تهدف إلى تعزيز الوعي الديني بين الأعضاء والعاملين ورواد المساجد والمصليات وجميع فئات المجتمع لتحسين الأداء البيئي وإجراءات الصحة والسلامة المهنية في جميع الأعمال والأنشطة وشتى الأماكن والتجمعات مع توفير التدريب والدورات التخصصية لهم، والتعاون مع جميع الجهات المختصة لترشيد استخدام الطاقة وإعادة التدوير وخفض معدلات الحوادث ومنع المخاطر وإجراءات …

البيئة والصحة قراءة المزيد »

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم

مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم صَاحِبُ الـخـُلُقِ العَظيم: هو محمد الذي جعل الله خُلُقَه القرءان، هو محمد الذي يرضى بـما يرضاه القرءان ويتأدب بآدابه ويتخلق بأخلاقه ويلتزم أوامره ولا يغضب لنفسه إلا إذا ارتكبت محارم الله. هو محمد الذي بعثه الله الرحمن بالإرفاق أي رفقًا بهذه الأمّة لكي يتمّم مكارم الأخلاق، هو محمد الذي هو أشجع الناس أي أقواهم قلبًا وأكثرهم …

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم قراءة المزيد »

من معين الهجرة النبوية المباركة

الحمد لله رب العالمين الموجود أزلا وأبدا بلا مكان، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد، وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد، يقول الله تعالى في محكم كتابه: [إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ …

من معين الهجرة النبوية المباركة قراءة المزيد »